ثقافة الإنترنت والموبايل.. تغزو المجتمع العربي

اميرة ملك كتب:التقدم التقني الذي شهده مجال التكنولوجيا جعل الشباب العربي يهتم به بشكل منقطع النظير، بل ويبحث من خلاله عن كل ما هو جديد وغريب في هذا العالم المليء بالتطورات الحديثة، الأمر الذي جعل من الشباب العربي مؤشرا لانتعاش أو ركود سوق التكنولوجيا.

بداية غزو التكنولوجيا الحديثة للشباب العربي جاء من بوابة الواجهة الاجتماعية فأصبح البعض يتعامل مع التليفون المحمول "الموبايل"أجهزة الـ"لاب توب" من منطلق الشكل الاجتماعي، فبدأ الشباب يتنافسون على شراء أغلى وأحدث تلك الأجهزة من أجل التباهي أمام المجتمع حتى لو كان مستخدم التكنولوجيا يقوم بشرائها دون وعي لكيفية استخدامها، ولكن سرعان ما أصبحت وسائل التكنولوجيا الحديثة من العناصر الأساسية والتي لا يستطع أحد الاستغناء عنها في حياتنا اليومية.


ونظرا لكون غالبية الشباب العربي يتعاملون مع تلك الأجهزة بصورة مباشرة يومية دفعت العديد من الشركات العالمية المتخصصة في مجال التكنولوجيا أن تجري مجموعة من الأبحاث حول كيفية استخدام تلك الأجهزة فأظهرت الإحصائية أن مشاهدة التلفزيون والاتصال بالإنترنت يأتي على قائمة تلك الأجهزة يليها بعد ذلك ألعاب الفيديو وأجهزة mp3،mp4.

ما أظهرت أيضا مجموعة من الأبحاث الحديثة أن فئة المراهقين من الشباب هم أكثر استخداما للتكنولوجيا الحديثة، بل وتربطهم علاقة وطيدة معها، وأظهرت استطلاعات الرأي أن هؤلاء الشباب لا يقدرون عن الاستغناء عن تلك الأجهزة المتقدمة في حياتهم اليومية، فكان قديما يقال إن الكتاب هو خير جليس للإنسان، ولكن الآن حل الإنترنت مكان الكتاب، بما يمتلكه من معلومات كثيرة استطاع من خلالها أن يحول العالم إلى قرية صغيرة عند أطراف أصابعك.
ولأن وسائل التكنولوجيا في تطور مستمر، فأصبح التليفون المحمول مثلا لا يتوقف عن كونه مجرد أداة للاتصال، ولكن أصبح يمكننا من خلال الدخول على الإنترنت بجانب وجود الكاميرا والراديو ومشغل الموسيقى، الأمر الذي جعله من أهم وسائل التكنولوجيا استخداما بين الشباب، بل أصبح لا يمكن الاستغناء عنه في الحياة اليومية.


والاجتياح الشديد للأجهزة التكنولوجية الحديثة أظهر العديد من السلبيات داخل مجتمعنا العربي، ولعل أبرزها يتمثل في الاعتماد الكلي على اقتناء أحدث الأجهزة، هذا بالإضافة إلى الاستخدام السيئ لتلك الأجهزة، فبدلا من استخدام الأجهزة للعمل وتبادل المعلومات والأخبار الهامة، يستخدمها البعض لأجل ضرر الآخرين، وتشويه صورهم بجانب فضحهم في تصويرهم على التليفونات المحمولة.

ولذلك أصبح الشباب اليوم يمثلون وحدات كلية تسيطر عليهم صناعة الثقافة "الموبايل، لاب توب" وقد حذر علماء الاجتماع من تنامي دور وسائل التكنولوجيا، وبروز ثقافات جديدة لديها القدرة تشكيل مجتمعات بأسلوب وأشكال مختلفة لذلك لا بد من إبراز مخاطر استخدام التقنية الحديثة وانعكاساتها السلبية على المستوى الاقتصادي (المادي) والاجتماعي والنفسي على الشباب.

في عالمنا العربي والخليجي نجد استهلاكا كبيرا جدا لأجهزة الكمبيوتر بدون أية فائدة تذكر، وذلك بسبب الاستخدامات الخاطئة من جانب الشباب لتلك الأجهزة، وحتى إن كان استخدامها بهدف التسلية والتطفل من خلال الألعاب والإنترنت فسنجد أن تلك الأجهزة تصيب مستخدميها بالملل، ولا يجدون مهربا إلا مع تكرار التجربة نفسها مع أجهزة جديدة، كما أن ثلاثة أرباع مستخدمي الكمبيوتر لا يتقنون الإنجليزية ما يدفعهم إلى ابتكار لغة جديدة شبابية ساعدت على تدمير لغتنا العربية.