تاثير الانترنات على الدماغ
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تاثير الانترنات على الدماغ
☼!!:.The Shallows...
تأثير الإنترنت على أدمغتنا.:!!☼
في العام 1492، السنة نفسها التي عبر خلالها كريستوفر كولومبوس المحيط الأطلسي، كتب رئيس أحد الأديرة البينيديكتية يُدعى تريثيميوس ويعيش في ألمانيا الغربية كلمةً جريئة دفاعاً عن الكتبة الذين حاولوا ترسيخ كلام الله في عقولهم عبر نسخ النصوص المقدّسة بخط يدهم. مع ذلك، استخدم تريثيميوس تكنولوجيا العصر الثورية الممثلة بالصحافة المطبوعة لنشر كتبه. وها هو نيكولاس كار، محلّل أميركي حول الثورة الرقمية، يواجه تناقضاً مماثلاً. ينتاب كار، صاحب مدوّنة وعضو مخلص في مجتمع التكنولوجيا الرقمية، ما يكفي من القلق إزاء الإنترنت لدق ناقوس الخطر بشأن مخاطره على فكر الإنسان وإبداعه.
ما الجدل الأخير الذي أُثير بشأن الخصوصية على Facebook سوى آخر ردود الفعل السلبية على وجود الإنسان الحديث على شبكة الإنترنت. بذل كار ما في وسعه لإثارة القلق في العام 2008 عبر مقال نُشر في مجلّة The Atlantic Monthly بعنوان ?Is Google Making Us Stupid (هل يجعلنا غوغل أغبياء؟). أما كتابه الجديد The Shallows: What the Internet is Doing to Our Brains (العقول السطحية: تأثير الانترنت على أدمغتنا) الذي يقع في 276 صفحة، فهو عبارة عن دراسة موسّعة عن علم المعرفة البشرية وتاريخها. يُذكر أن مثل هذه المخاوف ليست بجديدة. فمنذ عقد من الزمن، تبيّن من الأدلة الأولى التي تم التوصّل إليها بأن برنامج PowerPoint لم يغيّر الطريقة التي يقدّم بها المدراء التنفيذيون المعلومات فحسب، وإنما أيضاً طريقة تفكيرهم. وهكذا يقدّم كتاب كار اللمحة الأكثر وضوحاً عن هذا العلم حتى تاريخنا هذا. من الواضح بأن هدف كار ليس النحيب والأنين. مع ذلك، لا يسعه في منتصف الكتاب سوى القول بعفوية إن تأثير هذا التصفّح على أدمغتنا «أكثر إثارةً للقلق» مما كان يعتقد.
يروق للبشر الاعتقاد بأنهم يسيطرون على الأدوات التي يستخدمونها، حتّى لو كان سقراط، مارشال ماكلوهان، وإيفان إيليتش من بين أولئك الذين أكّدوا أنهم غالباً لا يؤمنون بذلك. فمنذ اختراع الأبجدية إلى الساعات والطباعة، غيّرت كل وسيلة تكنولوجية حديثة أساسية بشكل جذري الطريقة التي يفكّر بها البشر. وبحسب كار، بدأت الوسائل الرقمية التي نعتمد عليها اليوم مسبقاً بتغيير بنيتنا الدماغية.
بدّدت البحوث حول الجهاز العصبي خرافة الدماغ الساكن. قد تعاود الشبكات العصبية الانتظام بسرعة رداً على التجارب الجديدة مثل تصفّح الإنترنت. هكذا، يبحث كار في المعرفة الراهنة حول آثار ذلك على التفكير في «الوسائط النشطة» hypermedia، لا سيما النقر، القفز من صفحة إلى أخرى، التفحّص السريع، وعلى العمل وتعزيز الذاكرة خصوصاً. فنراه يستنتج بعض الخلاصات المحبطة. على حدّ قوله، ثمة دليل على أن التكنولوجيا الرقمية تلحق ضرراً مسبقاً بعملية تقوية الذاكرة على المدى الطويل، والتي تشكّل أساس الذكاء الحقيقي.
عبر دمج البيانات المخزّنة عميقاً في أدمغتنا وحده، نستطيع صقل أفكار جديدة، وما من مجموعة بيانات تستطيع التعويض عن هذا الإبداع الاصطناعي البطيء. نظراً إلى الروابط النشطة والتحفيز الزائد، على الدماغ تركيز معظم انتباهه على القرارات القصيرة الأجل. قليلون هم الذين ينجحون في الانتقال الهش إلى معالجة أعمق للمعلومات. ما من شك، على حد قول كار، بأن تلك هزيمة نكراء للعقل المثقف الذي شكّل سمة مميّزة من سمات الحضارة لأكثر من ألف عام. فمن مجتمع كان يقيّم إنشاء مخزن فريد من الأفكار في كل فرد، ينتقل الإنسان إلى فكر مبني اجتماعياً يمنح الأفضلية للسرعة وقبول المجموعات على الأصالة والإبداع.
مع ذلك، ثمّة ما يعوّض عن ذلك: التنسيق الأفضل بين اليدين والعينين، إدراك النماذج، والمهارات المتعددة التي تتطلبها الآلات نفسها. في المقابل، سيلفت المشكّكون على نحو مصيب إلى أن هواجس مماثلة رافقت كل وسيلة تكنولوجية جديدة. ثمّة دوماً خسارة وربح. في هذا السياق، يدّعي بعض علماء الأحياء التطوّري بأن العقل المفكّر شذوذ تاريخي، وأن البشر، شأنهم شأن الحيوانات الرئيسة الأخرى، مُهيّأون للبحث سريعاً عن الخطر والفرص. وإن صح ذلك، تنمّي شبكة الإنترنت هذه العقلية السطحية والمشتتة بزخم كبير.
في المقابل، يقدّم كار بعض النصائح العلاجية. انزوى الكاتب بحد ذاته إلى ملاذ جبلي غير موصول بالإنترنت لتأليف كتابه، لكن باعتقاده يستعين معظم الناس إلى حد كبير بالشبكة للعمل والاستمتاع للقيام بالأمر عينه. من جهة أخرى، عجز عن معالجة الطرق التي يصبح فيها الإنترنت أشبه بمخدّر، فيما غاص ناقدون آخرون بعمق أكثر في هذه المسألة، لا سيما جارون لانييه، رائد في عالم الواقع الافتراضي، في كتابه الأخير بعنوان You Are Not a Gadget (أنت لست أداةً). لا شك في أن الإفراط في الإبحار على شبكة الإنترنت لا يختلف عن الإسراف في تناول الحلويات، لذا فإن علاجه يتمثل في الكبت الذاتي القديم الطراز.
The Shallows... تأثير الإنترنت على أدمغتنا
تأثير الإنترنت على أدمغتنا.:!!☼
في العام 1492، السنة نفسها التي عبر خلالها كريستوفر كولومبوس المحيط الأطلسي، كتب رئيس أحد الأديرة البينيديكتية يُدعى تريثيميوس ويعيش في ألمانيا الغربية كلمةً جريئة دفاعاً عن الكتبة الذين حاولوا ترسيخ كلام الله في عقولهم عبر نسخ النصوص المقدّسة بخط يدهم. مع ذلك، استخدم تريثيميوس تكنولوجيا العصر الثورية الممثلة بالصحافة المطبوعة لنشر كتبه. وها هو نيكولاس كار، محلّل أميركي حول الثورة الرقمية، يواجه تناقضاً مماثلاً. ينتاب كار، صاحب مدوّنة وعضو مخلص في مجتمع التكنولوجيا الرقمية، ما يكفي من القلق إزاء الإنترنت لدق ناقوس الخطر بشأن مخاطره على فكر الإنسان وإبداعه.
ما الجدل الأخير الذي أُثير بشأن الخصوصية على Facebook سوى آخر ردود الفعل السلبية على وجود الإنسان الحديث على شبكة الإنترنت. بذل كار ما في وسعه لإثارة القلق في العام 2008 عبر مقال نُشر في مجلّة The Atlantic Monthly بعنوان ?Is Google Making Us Stupid (هل يجعلنا غوغل أغبياء؟). أما كتابه الجديد The Shallows: What the Internet is Doing to Our Brains (العقول السطحية: تأثير الانترنت على أدمغتنا) الذي يقع في 276 صفحة، فهو عبارة عن دراسة موسّعة عن علم المعرفة البشرية وتاريخها. يُذكر أن مثل هذه المخاوف ليست بجديدة. فمنذ عقد من الزمن، تبيّن من الأدلة الأولى التي تم التوصّل إليها بأن برنامج PowerPoint لم يغيّر الطريقة التي يقدّم بها المدراء التنفيذيون المعلومات فحسب، وإنما أيضاً طريقة تفكيرهم. وهكذا يقدّم كتاب كار اللمحة الأكثر وضوحاً عن هذا العلم حتى تاريخنا هذا. من الواضح بأن هدف كار ليس النحيب والأنين. مع ذلك، لا يسعه في منتصف الكتاب سوى القول بعفوية إن تأثير هذا التصفّح على أدمغتنا «أكثر إثارةً للقلق» مما كان يعتقد.
يروق للبشر الاعتقاد بأنهم يسيطرون على الأدوات التي يستخدمونها، حتّى لو كان سقراط، مارشال ماكلوهان، وإيفان إيليتش من بين أولئك الذين أكّدوا أنهم غالباً لا يؤمنون بذلك. فمنذ اختراع الأبجدية إلى الساعات والطباعة، غيّرت كل وسيلة تكنولوجية حديثة أساسية بشكل جذري الطريقة التي يفكّر بها البشر. وبحسب كار، بدأت الوسائل الرقمية التي نعتمد عليها اليوم مسبقاً بتغيير بنيتنا الدماغية.
بدّدت البحوث حول الجهاز العصبي خرافة الدماغ الساكن. قد تعاود الشبكات العصبية الانتظام بسرعة رداً على التجارب الجديدة مثل تصفّح الإنترنت. هكذا، يبحث كار في المعرفة الراهنة حول آثار ذلك على التفكير في «الوسائط النشطة» hypermedia، لا سيما النقر، القفز من صفحة إلى أخرى، التفحّص السريع، وعلى العمل وتعزيز الذاكرة خصوصاً. فنراه يستنتج بعض الخلاصات المحبطة. على حدّ قوله، ثمة دليل على أن التكنولوجيا الرقمية تلحق ضرراً مسبقاً بعملية تقوية الذاكرة على المدى الطويل، والتي تشكّل أساس الذكاء الحقيقي.
عبر دمج البيانات المخزّنة عميقاً في أدمغتنا وحده، نستطيع صقل أفكار جديدة، وما من مجموعة بيانات تستطيع التعويض عن هذا الإبداع الاصطناعي البطيء. نظراً إلى الروابط النشطة والتحفيز الزائد، على الدماغ تركيز معظم انتباهه على القرارات القصيرة الأجل. قليلون هم الذين ينجحون في الانتقال الهش إلى معالجة أعمق للمعلومات. ما من شك، على حد قول كار، بأن تلك هزيمة نكراء للعقل المثقف الذي شكّل سمة مميّزة من سمات الحضارة لأكثر من ألف عام. فمن مجتمع كان يقيّم إنشاء مخزن فريد من الأفكار في كل فرد، ينتقل الإنسان إلى فكر مبني اجتماعياً يمنح الأفضلية للسرعة وقبول المجموعات على الأصالة والإبداع.
مع ذلك، ثمّة ما يعوّض عن ذلك: التنسيق الأفضل بين اليدين والعينين، إدراك النماذج، والمهارات المتعددة التي تتطلبها الآلات نفسها. في المقابل، سيلفت المشكّكون على نحو مصيب إلى أن هواجس مماثلة رافقت كل وسيلة تكنولوجية جديدة. ثمّة دوماً خسارة وربح. في هذا السياق، يدّعي بعض علماء الأحياء التطوّري بأن العقل المفكّر شذوذ تاريخي، وأن البشر، شأنهم شأن الحيوانات الرئيسة الأخرى، مُهيّأون للبحث سريعاً عن الخطر والفرص. وإن صح ذلك، تنمّي شبكة الإنترنت هذه العقلية السطحية والمشتتة بزخم كبير.
في المقابل، يقدّم كار بعض النصائح العلاجية. انزوى الكاتب بحد ذاته إلى ملاذ جبلي غير موصول بالإنترنت لتأليف كتابه، لكن باعتقاده يستعين معظم الناس إلى حد كبير بالشبكة للعمل والاستمتاع للقيام بالأمر عينه. من جهة أخرى، عجز عن معالجة الطرق التي يصبح فيها الإنترنت أشبه بمخدّر، فيما غاص ناقدون آخرون بعمق أكثر في هذه المسألة، لا سيما جارون لانييه، رائد في عالم الواقع الافتراضي، في كتابه الأخير بعنوان You Are Not a Gadget (أنت لست أداةً). لا شك في أن الإفراط في الإبحار على شبكة الإنترنت لا يختلف عن الإسراف في تناول الحلويات، لذا فإن علاجه يتمثل في الكبت الذاتي القديم الطراز.
The Shallows... تأثير الإنترنت على أدمغتنا
رد: تاثير الانترنات على الدماغ
بارك الله فيك وجزاك خيرا
رانية وفاء- مشرفة
- عدد المساهمات : 128
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
العمر : 30
الموقع : عين وسارة
نقاط : 5398
رد: تاثير الانترنات على الدماغ
وشكرا لك موضوع مميز تسلم
رانية وفاء- مشرفة
- عدد المساهمات : 128
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
العمر : 30
الموقع : عين وسارة
نقاط : 5398
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى